حداثة …. هي جسور لتبادل المعرفة والثقافة بين الاجيال.

في كل مجتمع يوجد اشخاص تسلقوا سلم النجاح وانعكس تأثير نجاحهم على المجتمع، وهم ما ندعوهم بالقدوة.

هؤلاء تنتشر المعرفة من حولهم عفويا وتنتقل الى الحلقة المحيطة بهم من الأشخاص، الذين ينقلونها بدورهم الى الحلقات المحيطة بهم، وهكذا تنتشر معرفتهم وثقافتهم في المجتمع. بنفس الطريقة التي ترمي بها حجرا في بحيرة راكدة فتبدأ دوائر بالتكوين وتتكرر وتستمر وتتوسع الى ان ترتطم بالشاطئ وترجع بزخم أكبر.

والعراق زاخر بهذه القدوات، وقبل عقدين من الزمن كان المثل يقول، القاهرة تكتب، بيروت تطبع، وبغداد تقرأ!!

 

لكن الحصار المؤلم الذي فرض على العراق والذي لم يتعرض له شعب بهذه الصور الموجعة قطعاً، كان غرضه تمزيق النسيج العراقي الجميل والمتنوع والقادر على البناء والابتكار وانتزاع نور هذه القدوات لكي يبقى الشعب بدون قادة وعلماء اكفاء.

الحصارأثرعلى جميع الطبقات ولكنه أضر جدا بالطبقة الاكاديمية.. التي كانت تنشر الثقافة وتقود البلد وتبني وتبتكر … هذه الطبقة انخفضت رواتبها لتعادل في قيمتها الشرائية بضع دولارات مما جعلها تتضور جوعاً بمعنى الكلمة فاضطرت للهجرة.

معظم هذه الطبقة هاجرت، ومن بقي بعد 2003 قتل او هجر قسريا، وانقطع التواصل بين الاجيال، وانعدمت القدوة التي يقارن بها الشعب كفاءه اي مسؤول ليعرف مدى جودة قيادته.

وحرفت قيمة المنصب . فبدلاً من ان يكون مقدار ما يؤهل القائد للمنصب

هو علمه وانتاجيته وما يمتلكه من ثقافة وما يبذل من عمل دؤوب،

تحول الى ماذا سوف يستفيد من الوظيفة ومن هو الذي يسنده …

وتفشى الجهل وانتشرالفساد.

 لذلك اوجدنا حداثة … سوف نشارك الجميع معرفتنا وخبرتنا ووقتنا.. 

نشجع ونجمع كل الكفاءات العراقية المتواجدة في الوطن او المهاجرة

في انحاء العالم لمد جسور من الثقافة

بينهم وبين الجيل الجديد الواعي والقادر على التعمير والبناء.

ولكنه يفتقر الى قصص النجاح، يفتقر الى الادوات … 

يحتاج الى من يوجهه ويرشده ويشد من ازره بكل محبة وطيبة واهتمام حقيقي،

وبث الروح ودماء المعرفة في شرايينه لكي يجعلوه خالداً ويخلدون من خلاله.

لن نطلب منكم ان تدعموا حداثة بالتشجيع فقط..

وإنما نطلب منكم ما هو أغلى وأنفس… وهو …

تمرير معرفتكم للأجيال، ومنحهم وقتكم ومحبتكم …

لنبني جيلاً يضع قدميه على اول لبنه لبناء الطريق الصحيح.

 اخطوا معنا … كونوا جزءا فعالا من عشيرة المفكرين ولنغير واقعنا معا